السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الاحتلال الفرنسي للمغرب
اتفقت
فرنسا مع إسبانيا على اقتسام الصحراء المغربية، فأخذت فرنسا موريتانيا،
وأخذت اسبانيا الصحراء المغربية (ساقية الذهب). ثم راحت فرنسا تتفق مع
باقي الدول الأوروبية، فاتفقت مع إيطاليا على أن تترك إيطاليا لفرنسا حرية
العمل في المغرب مقابل أن تطلق إيطاليا يدها في ليبيا.
وكانت طنجة قد خضعت لمجلس دولي، الأمر الذي أثار حفيظة المغاربة، وأشعل
بداية الثورة، ثم اتفقت فرنسا مع كل من بريطانيا والمانيا على اقتسام
النفوذ. وقد حاول السلطان عبد العزيز مع مجلس الأعيان من إضعاف النفوذ
الفرنسي عن طريق عرض أمر مراكش على مؤتمر دولي. فانعقد مؤتمر الجزيرة في
15 ـ 16 حزيران 1906 م حضره ممثلو خمس عشرة دولة ومن أهم نتائجه: الاعتراف
بسيادة السلطان واستقلاله ووحدة أراضيه تشكيل قوة من الشرطة لحفظ الأمن
تكون مكونة قوات فرنسية واسبانية ولم يمض عام حتى احتلت فرنسا الجزء
الشرقي من البلاد، ولحجة صغيرة قامت باحتلال الميناء كما قامت اسبانيا
بإنزال قواتها بالريف.
الثورة المغربية
نتيجة
للديون المترتبة لسلطان المغرب عبد الحفيظ على فرنسا، استطاعت هذه الأخيرة
فرض معاهدة الحماية في عام 1912، قد رفض الشعب والجيش هذه المعاهدة،
واشتعلت الثورة المغربية في مختلف المناطق، فاضطر السلطان عبد الحفيظ
للتنازل عن العرش لأخيه يوسف. واستمرت الثورة المغربية، وكان في الجنوب
هبة الله بن الشيخ ماء العينين الذي دعا إلى الجهاد، فالتف حوله الناس
وسار بهم إلى مدينة مراكش فدخلها عنوة وبويع بالإمامة بعد بيعة يوسف بن
الحسن بأربعة أيام. فأرسلت فرنسا جيشاً لمحاربة هبة الله، فانتصر في
المعركة الأولى، فأعادت فانهزم في مراكش وانسحب إلى تارو دانت وتحصن بها
وأعاد هجومه على الفرنسيين. والحق بهم خسائر جمة، فجهز الفرنسيون جيشاً
مدعماً بالدبابات والطائرات بقيادة الجنرال غورو استطاع القضاء على جيش
هبة الله (وتوفي الشيخ متأثراً بمرض أصابه).وهكذا ترسخت القوات الفرنسية
على الأراضي المغربية، وجندت المغاربة في جيشها للاستعانة بهم في الحرب
العالمية الأولى، كما ترسخ تقسيم المغرب إلى ثلاث مناطق منطقة النفوذ
الفرنسي. منطقة الحماية الاسبانية (الريف)، مدينة طنجة الدولية.
ثورة عبد الكريم الخطابي
كما
في منطقة الاحتلال الفرنسي، كذلك في منطقة الاحتلال الاسباني قامت الثورات
الشعبية، وكان من أهم هذه الثورات ثورة أحمد بن محمد الريسوني أما الثورة
الأهم فهي ثورة محمد عبد الكريم الخطابي 1920 ـ 1926 م في منطقة الريف وقد
انتصر على القوات الاسبانية، وأرغمها على التراجع عن معظم المناطق التي
احتلتها وأسس حكومة وطنية وضعت ميثاقاً لتحرير المغرب في مدينة أغادير
وأعلن قيام جمهورية الريف.
أدى انتصار قوات الخطابي في المغرب على القوات الاسبانية إلى قيام حركة
انقلابية في إسبانيا هدفت إلى إعادة تنظيم الجيش للوقوف في في وجه الثورة.
وفعلاً أرسلت إسبانيا عام 1922 قوات جديدة لاستعادة المناطق التي حررها
الخطابي لكنها منيت بخسائر فادحة.
خشيت فرنسا من ازدياد نفوذ الخطابي، وتشكيله خطراً على المناطق التي
تحتلها فأمدت الإسبان بقوات كبيرة لمساندتها في القضاء عليه، لكنها
فوجئتبقوات منظمة ومقاومة قوية تمكنت من الوقوف بوجه هاتين الدولتين مدة
عام كامل قبل أن تنهار هذه المقاومة في عام 1925، واضطر الخطابي لتسليم
نفسه، فنفته فرنسا إلى جزيرة رينينيون في المحيط الهندي، وبتوسط من
الجامعة العربية نقل إلى القاهرة حيث بقي فيها عام من 1947 حتى وفاته.
وفي الحرب العالمية الثانية نزلت حملة بريطانية أمريكية عام 1942 بالمغرب
فازدادت الروح الوطنية. وكان قد تشكل بالمغرب في عام 1930 كتلة العمل
الوطني وهي أول حزب سياسي بالمغرب ركز أهدافه في إلغاء التفرقة والاعتراف
باللغة العربية وقدمت الكتلة ميثاق الاستقلال للملك محمد الخامس الذي
أيدها ودعمها، فدفعت فرنسا بعض عملائها للتمرد عليه، ثم طلبت منه التنازل
عن العرش، وعندما رفض نفته إلى جزيرة مدغشقر وجيء بمحمد بن عرفة ليكون
بديلاً عنه، إلا أن الشعب المغربي رفض تصرف الاستعمار الفرنسي وقام
بعمليات انتقامية وإضرابات عامة لإعادة السلطان محمد بن يوسف إلى عرشه
وللحصول على استقلاله.
الكفاح المسلح والاستقلال:
قامت
في مراكش ثورة مسلحة نسقت عملياتها العسكرية مع الثورة الجزائرية مما أجبر
فرنسا على إعادة محمد بن يوسف (محمد الخامس) إلى عرشه والتفاوض معه حول
الاستقلال، وذلك في أذار عام 1956م. وتلاه استقلال الريف ثم طنجة عن
اسبانيا، واتحدت أجزاء المغرب في دولة ملكية مع بقاء بعض أجزاء منه تحت
السيطرة الاسبانية وانضمت المملكة المغربية بعد ذلك إلى هيئة الأمم
المتحدة في عام 1956 والجامعة العربية عام 1961.
عهد الملك محمد الخامس:
عُرِف
عهد الملك محمد الخامس بهزات اقتصادية، وخاصة بعد نيل الاستقلال. وقد
تباطئت الحكومة المغربية في حل العديد من المشكلات التي واجهتها وأهمها
مسألة وجود القواعد العسكرية الأجنبية على الأراضي المغربية، وسيطرة
الأجانب على الاقتصاد، ومشكلة التعريب، فقامت حرك حركة شعبية طالبت
بالإصلاح وتصفية القواعد العسكرية تزعمها المهدي بن بركة.
عهد الملك الحسن الثاني (1961 ـ 1999 م):
توفي
الملك محمد الخامس عام 1961. وتولى ابنه الحسن الثاني الحكم وقد افتتح
الملك الجديد حكمه بمطالبته ببعض المناطق الجزائرية الأمر الذي أدى إلى
وقوع صدام بين الدولتين المتجاورتين. ثم حاول ضم موريتانيا ورفض الاعتراف
بها، ثم عاد واعترف بها، وحاول أن يتقاسم معها الساقية الحمراء ووادي
الذهب بعد انسحاب اسبانيا منها. كما ساهم الحسن الثاني في حرب 6 تشرين
1973 بقوات رمزية .
وفي ذكرى احتفالات الثورة الفرنسية في 14 تموز 1999 م شارك الملك في
الاحتفالات الفرنسية كضيف شرف مع فرقة من الحرس الملكي المغربي. وبعد عودة
الملك إلى الرباط بأسبوع، أصيب بنوبة قلبية حادة توفي على إثرها. وشارك في
جنازته عدد كبير من زعماء العالم تقدمهم الرئيس الأمريكي بيل كلينتون.
عهد الملك محمد السادس (1999 ـ .... م):
حرص زعماء دول العالم (وخاصة المقربين من المغرب) على انتقال العرش إلى
ابن الملك الحسن الثاني وولي عهده محمد السادس الذي تسلم زمام الحكم وفق
المراسيم الملكية المغربية. وكانت أولى الأعمال التي بدأ بها الملك محمد
السادس عهده وفي خطوة تحمل دلالات انسانية كبيرمن شأنها أن تطبع بدايات
الحكم الجديد بكثير من التعاطف والدعم أصدر الملك الجديد قراراً بالعفو عن
عشرات الآلاف من المساجين المغاربة، وسمح بعودة جميع الفارين من الحكم
المغربي السابق، وكان في مقدمة العائدين عائلة المناضل المغربي المهدي بن
بركة والتي عادت بعد عادت بعد أكثر من 35 سنة نفي.
كما عمل الملك محمد السادس على إعادة العلاقات المقطوعة مع الجزائر، وتهدئة الأوضاع بين البلدين.
وشهدت المملكة في نهاية شهر أيلول العام 2002 الانتخابات البرلمانية
السابعة منذ الاستقلال، وأظهرت النتائج حصول الاتحاد الاشتراكي الذي
يتزعمه عبد الرحمن اليوسفي على أكثرية المقاعد بين الأحزاب ال26 التي
شاركت في الانتخابات، فيما حل حزب الاستقلال بقيادة عباس الفاسي في
المرتبة الثانية، وعلى إثر ذلك عين الملك محمد السادس إدريس جطو رئيساً
للوزراء.
المصدر / الموسوعة الجغرافية التاريخية للوطن العربى